اعلان

23‏/03‏/2016

امبراطورية جرمانت (إكَرامن)


اصل و التسمية


تصوير لأمازيغ يؤدين طقوس دينية
 جرمة ،جرمنتيون،جرمنت هي في الاصل تسمية أمازيغية طالها تحريف من قبل شعوب الاخرى أو صعوبة نطقها صحيحا و الاسم الاصلي هو إكَرامن ب "كَ" اعجمية و التي تعني الوسطاء الدينيين فما زالت هاته الكلمة مستخدمة في الوسط الامازيغي ،
وقد اعترف اليونانيون بانتمائهم إلى الجرمنتيين جغرافيا و عرقيا ، ولم ينكروا هذا الانتماء ثقافيا أيضا من خلال اعترافهم باستعارتهم لديانتهم ولآلهتهم وعلى رأسهم الربة " أثينا " التي هي " تانيت " الصحراوية ، كما يؤكد هيرودوت ، وإذا كان الأمر كذلك ، فإن المصريين قد فعلوا ذلك أيضا على طريقتهم ، أعني من خلال شعائرهم التي لم تعترف بغير الغرب وطنا في صلوات دنياهم كما في ابتهالات مماتهم كما ورثناها في متون الأهرام المسماة بلغة التكوين (( برت أم هرو )) التي تعني ((الطريق إلى حرم الإله هرو )) وهو مكان جليل يقع في صحراء تاسيلي كان كهنة آزجر قد اتخذوه حرما لإله الآلهة الصحراوي ((هرو)).
الجرمنت قبائل ليبية (أمازيغية) تعتبر من أقدم الذين سكنوا إقليم فزان و تاسيلي و اهكَار, هناك أنشأوا مملكة جرمة و عاصمتها جرمة التي بقت أطلالها شاهدة على حضارة زراعية و تجارية مهمة , حضارة تمكنت من استخدام العربات التي تجرها الخيول البونية القصيرة , هي حضارة استخدمت طرقا غريبة في كيفية نقل المياه في مسارب مغطاة تحت الأرض سنعرج عليها لاحقا .
الجرمنتيون كما وصفهم وسماهم هيرودوت وبيليني والمؤلفون الآخرون من العصر الكلاسيكي، هم بالتأكيد من الأمازيغ.ويرى سيرجي أن الجرمنت هم أقرباء للطوارق الامازيغ، وسماهم بيس جنسا أبيض من سكان حوض البحر المتوسط، مع ميل إلى السمرة.
يقول معضم المؤرخين الذين كتبوا عن مملكة جرمة , بأنها في الأساس صممت لتكون دولة تجارية , إذ تقع بالضبط في طريق القوافل العابرة إلى داخل أفريقيا عبر الصحراء , وكذا تلك القوافل المتجهة من الجنوب إلى الشمال .
وصفها أبو التاريخ _ هيرودوت _ بان أبقار جرمة ترعى وهي تسير _ القهقري _ أي إلى الخلف , نظرا لطول قرونها المعوجّة , ويذكر التاريخ في زمن لاحق أن الجرميون أول من قام بثورة ضد الرومان خلال القرن الميلادي الأول , وهي ذات الثورة التي أخمدها القائد الروماني _ بالبوس كورنيليوس _ .


توسع من المملكة إلى امبراطورية
مملكة جرمانت (إركَرامن)
أسس الجرمنتيون دولة عظمى منذ أكثر من عشرين قرنا في الصحراء الليبية وحضارة متطورة كما يؤكد عالم الآثار البريطاني ديفيد ماتينغلي، وكان الجرمنتيون الذين يحكمهم ملوك على ما يبدو، قد سيطروا في أوج حضارتهم على منطقة واسعة من الصحراء تبلغ مساحتها حوالى 300 ألف كيلومتر مربع وهددوا في ذلك الحين المدن الواقعة على ساحل البحر المتوسط وشعوب منطقة جنوب الصحراء في تشاد والنيجر، وكانت جرمةعاصمتهم تقع في وادي الآجال وهو أرض منخفضة يبلغ طولها 150 كيلومترا وعرضها بين ثلاثة وخمسة كيلومترات من الغرب إلى الشرق بين دهناء أوباري وشاطىء صخري.
يذكر هيرودوت في كتاباته حول شعب الجرامنت بأنه يسكن داخل ليبيا، وهو يقع على بعد ثلاثين يوما من شواطئ البحر الأبيض المتوسط كانو على علاقة مع السودان والنيجر، وكانوا يتاجرون بالعاج، المعادن النفيسة والعبيد السود في أسواق قرطاج. وقد كانوا يملكون جيشا منظما مكنهم من توسيع نفوذهم ومواجهة القوى المجاورة. كان لهم عربات مجرورة بأربع أحصنة يطاردون بها الأثيوبيين والتروقلوديت.
مدينة جرمة تاريخية
يعتبر الجرامنت ربما أهم وأول حضارة مدنية أمازيغية متقدمة ومستقلة، في التاريخ الأمازيغي القديم. وبفضل حسن تنظيمهم واستخدامهم للعبيد السود وعلاقاتهم التجارية مع الأجانب كالرومان والفينيقيين، تمكنوا من ضمان مستوى معيشة مرتفع بالمقارنة مع المجموعات الأمازيغية الأخرى في بقية مناطق شمال أفريقيا.
ما بين 20 إلى 21 ق.م قام لوسيوس كورنليوس بالبيس بمطاردتهم في حملة عسكرية. توحدوا مع تاكفاريناس والمسولاموس أخيرا في 70 ب.م شاركوا في نهب لبدة.
المؤرخان الرومانيان تيت ليف وسترابون يحددون مواقع شعب القارامنت ما بين أثيوبيا في الجنوب السيتيل شمال


المستوى الثقافي

* نقوش الأبجدية الليبية _ التيفيناغ _
صورتان للكتابة و رجل راكب عربة
خلال ستينات القرن الماضي كان فريقا من الخبراء الإنجليز يزورون منطقة جرمة بغرض معرفة أسرار تقنية الفجارات التي تنقل المياه في مسارب تحت الأرض و تمتد إلى أكثر من الاف كلم , كان الجرميون قد استخدموا طريقة الفجارات لكي لاتتبخر المياه تحت تأثير الحرارة في زمن لاحق , لقد كانت فكرة إنشاء فجارات تمتد إلى مئات الكيلومترات , عملا يتوجب تجنيد الالاف من العمال الرقيق والخيول , و نجح الجرميون في حفر الفجارات بامتياز , لقد استخدم الجرميون الالاف من الرقيق لانجاز ذلك المشروع .
*البعثة العلمية الانجليزية تركت مشاهداتها حول تلك الزيارة , يقول تقريرهم “
العديد من النقوش بالأبجدية الليبية/التيفناغ يبدو ارتباطها بممرات الفجارة بالقرب من منبع العديد من الفجارات. ورغم وجود نقوش أبجدية ليبية/تيفناغ ومناظر فن صخري في عدد من الصخور الضخمة حول منحدر “تجاليت”، فإن النقوش القريبة من الفجارات توجد ليس على بعد مسافة من الأخيرة. بدلاً، فإنها على صخور مجاورة مباشرة لممرات الفجارة، وبالتالي لا بدَّ أن تحمل معنى مرتبط بالفجارات. يبقى هذا التفسير غامضاً، رغم أن بعضها يحوي المجموعة “ن ك”، التي تعني حرفياً “أنه أنا” في لغة التماهاغ، والتي تستخدم أساساً لإدخال اسم الكاتب في نقوش التيفناغ؛ العديد من نقوش التيفناغ تسجل ببساطة أسماء شخصية، مع أن بعضها يقدم معلومات أكثر. محتمل جداً، بالتالي، أن تكون تلك النقوش تسجل أسماء
الناس الذين اشتركوا في عملية تشييد الفجارات وصيانتها، أو أسماء المالكين للفجارات. لسوء الطالع أننا لم نتمكن بعد من تأريخ تلك النقوش. تظهر الأبجدية الليبية في النقوش على الأقل منذ القرن الثاني ق.م.، ولازالت مستخدمة اليوم لتسجيل اللغة  تماهاغ عند الطوارق، ويعرف الخط اليوم بـ تيفناغ .
اهرامات جرمانت
*اهرامات الحطية موقع اثري يمثل المقابر الجرمنتية والواقعة في منطقة الحطية بالقرب من مدينة جرمة الاثرية بالجنوب الليبي التي تعود للفترة بين 900 و 1000 قبل الميلا د ،غير أن أغلب المعلومات الأثرية المتوفرة تخص المدافن الجرمنتية التي كان بعضها على شكل (أهرامات الحطية) والبعض الآخر على هيئة قباب تستند على قواعد مربعة (المقابر الملكية) ومقابر أبو درنه. وتتميز القبور الجرمنتية بأن لها شواهد على شكل راحة اليد (خميسة) تتقدمها موائد قربان حجرية. وتتراوح هذه الشواهد في الحجم من الصغير الذي لا يتعدى ارتفاعه 50سم إلى شواهد ضخمة ترتفع لمترين. - نقلا عن موسوعة 


المستوى الجتماعي
*الزواج
كان للجرمنتيين نظام تعدد الزوجات، كما هو الحال عند بقية القبائل الليبية وهو ما تبينه المخطوطات المصرية.
*اللباس
احد الامازيغ طبقة النبلاء
عن لباس الجرمنتيين، يصف المؤلف لوسيان الجرمنتيين بأنهم يلبسون الملابس الخفيفة، أما الرجال ذوي المكانة الخاصة فكانوا؛ للتمييز، يرتدون الثياب الطويلة المفتوحة من الأمام والمثبتة على الكتفين، وفي المدة الأخيرة أصبحت هذه الملابس من القماش المثبت بأشرطة ذهبية، ولكنها كانت في الأزمنة المبكرة تصنع بالتأكيد من جلود الأسود، والفهود, والدببة، وأحيانا تكون ذات أهداب على أطرافها. ومما يؤيد هذا وجود أجزاء وقطع من هذه الملابس الجلدية والقماشية في مقابر الجرمنتيين. وكانوا من وقت لآخر، يلبسون فوق هذه الثياب عباءات فضفاضة ، ويلبسون تحت الثوب أما سترة قصيرة مثبتة عند الخصر وتمتد إلى الركبة، وأما ملابس النساء فهي أقل وضوحا، ولكن الثوب الشائع عندهن هو ما يشبه التنورة الطويلة المتدلية من الخصر إلى ما تحت الركبة.
*الوشم
يظهر الوشم بشكل واسع في الصور المصرية عن الليبيين، ويمكن رؤية نماذج لها بوضوح على أسفل وأعلى الذراع، وعلى أسفل الساق، وكذلك على الجسم أحيانا. ومن المؤكد تقريبا أن الوشم كان مقصورا على الرجال، وللزعماء منهم ورؤساء القبائل فقط.
*تصفيف الشعر
يخبرونا سترابو أن رجال إحدى القبائل الموريتانية (( يعتنون بتحسين مظهرهم وذلك بتضفير شعورهم وتزيين لحاهم، ولبس الزخارف الذهبية، وتنظيف الأسنان وتقليم الأظافر)) ولكن الصور المصرية البارزة والمصادر الأخرى توضح وتبين بجلاء أن هذه العادات كانت منتشرة بين الليبيين على وجه العموم. وتبين المناظر الشائعة الرجال بلحاهم الصغيرة المدببة وشعورهم الممشطة إلى الخلف فوق رقابهم، وتجدل أحيانا على شكل ضفائر صغيرة ذات أهداب متدلية إلى الأمام، ولهم مناظر جانبية مميزة للغاية، ويمكننا أن نتبين في هذا الطراز من الشعر الصفة الحقيقية المميزة للجرمنتيين رغم أنها لا تقتصر عليهم – لأن الاختلاف في تصفيف الشعر بين مختلف القبائل كان أمرا ملاحظا عند قدماء المؤلفين الذين يخبروننا أنه كان يمكن في حالات كثيرة تعريف قبيلة من طراز شعرها المميز.ومن المظاهر الشائعة الأخرى لبس ريش النعام على الشعر، وتبين النقوش المصرية المأخوذة من وادي الآجال أن هذه الصفة كانت مميزة عند الجرمنتيين، رغم أنها لم تقتصر عليهم لأن النقوش المصرية البارزة مثلا تبين من آخر لآخر أشخاصا ليبيين وعلى رؤوسهم ريش طويل، وتبين النسامونيين وهم يضعون جناح طير على رؤسهم، كعلامة على السفر.


المستوى الاقتصادي

*جرمة الجنة الخضراء.
صورة داخل المدينة جرمة الاثرية
كانت جرمة في العصور المطيرة عبارة عن سفوح وتلال خضراء على مد البصر , تمتلئ بالحيوانات التي قامت بدور كبير في المجتمع الزراعي الجرمي , كانت المنطقة تعج بالأبقار و الخراف والماعز والخيول والحمير والكلاب , وقد احتفظ الجرميون بالخنازير إلى جانب الخراف و الأبقار , و يرى متابعون للحضارة الجرمية , إن الخيول والأبقار والحمير قامت بدور متزايد في توطين الزراعة .
ورغم المصادر المحدودة عند اليونانيين والرومان حول مملكة جرمة وازدهار الزراعة فيها إلى جانب التجارة , فمنذ الألفية الأولى المبكرة توجد بينة وفيرة من “زنككرا” حول حصاد أشجار النخيل المروية، وقمح الخبز، والشعير، وكرمة العنب، وشجرة التين , كل المحاصيل المزروعة كانت تحتاج إلى ري والتي تشير كلها إلى مناخ جاف وتربة مالحة. برزت الآن صورة مشابهة من جرمة القديمة فإنه يبدو أنه بحلول الأزمان الجرمية المتأخرة أضيفت محاصيل ثانوية أخرى مثل الدخان والذرة السكرية احتمالا قد يشير إضافة المحاصيل الصيفية المطحونة تلك إلى تكثيف الزراعة عند الجرميين في القدم مع جني محصولين في ذات القطاع. ”
تصف المصادر اليونانية وحتى الرومانية الجرميون بأنهم ” سود البشرة ومتوحشين و كثر و قساة و بلا قانون و قطاع طرق , يتلقون الجزية ” هناك إشارات للزراعة وأشجار النخيل في تلك المصادر ، لكن تلك الإشارات البسيطة ستتراجع إلى الوراء في مواجهة الروايات المتكررة لقصة هيرودوت عن أبقار الجرميين ذات القرون التي تبلغ طولاً يفرض عليها أن ترعي الحشائش وهى تسير إلى الخلف (هيرودوت، التواريخ، الكتاب الرابع 183- 185). من السجل الكتابي المتراكم يمكن أن يستنتج بأن الجرميين كانوا قبيلة بدوية شبه مترحلة، مع قليل اهتمامات بالزراعة. كانت تلك رؤية نمطية ملائمة لاقتناع أهل البحر المتوسطي بتفوقهم، لكنها كانت بجلاء بعيدة عن التصور الدقيق للواقع.


*تكييّف الزراعة في الصحراء ؟
لقد أهتدت الحضارة الجرمية إلى نظام ري متفرد في العالم لا يوجد مثيله إلا في بلاد فارس . لقد ابتكر الجرميون نظام ري ضهر أيضا في مناطق جافة اسمه الفجارة هي قناة تحت الأرض تسد المياه الجوفية (حنفية)، عادة في منحدر تل أو في منطقة السفح، وتقود الماء إلى سطح الأرض بعيداً أسفل التل عن طريق نفق قليل الانحناء. السمة التي تميز تشييد الفجارة أن النفق لا يكون أفقياً من طرف التل، لكن، بدلاً عن ذلك، تحفر ممرات عمودية على بعد مسافات محددة وتحفر الأنفاق بمسافات قصيرة بين قاع ممرين. تسمح الممرات بإزالة الأوساخ وتهوية النفق أثناء أعمال الحفر، وتسمح ل فرق الحفر العمل في وقت متزامن، وتسمح لاحقاً بإجراء عمليات الصيانة وعمليات تنظيف الأنفاق.
كانت الفجارات سمة أساسية للمنظر الطبيعي، مع وجود 600 منها حالياً في فزان هناك مائة ألف ممر يبلغ عمق الواحد في بعض الحالات أربعين متراً ومع إجمالي قنوات تمتد إلى عدة آلاف الكيلو مترا , يقول المؤرخون إن نظام الري بالفجارات يعود بالأساس إلى فترة الجرميين .


*من أين جاءت فكرة نظام الري _ الفجارات _ ؟
يبدو أن الفجارة اخترعت في فارس، في وقت مبكر من الألفية الأولى السابقة للميلاد، وانتشرت غرباً إلى مصر (بحلول القرن الخامس ق.م.) ولاحقاً إلى عالم البحر الأبيض المتوسط الروماني. أدخلت الفجارات إلى أسبانيا في القرن الميلادي التاسع عن طريق أهل الشمال الأفريقي، وفيما بعد إلى أمريكا اللاتينية . وجدت الفجارات بالإضافة إلى فزان في الصحراء الجزائرية وأجزاء من المغرب. ومع أن معظم الباحثين يعتقدون بأن الفجارات أُدخلت إلى فزان إما في العصر الروماني أو في الأزمان الإسلامية، وأنها انتشرت إلى الجزائر والمغرب في القرون الوسطي ، فإن العمل الميداني لمشروع فزان أوضح أنها أدخلت إلى فزان في تاريخ أقدم من ذلك؛ ويبدو واضحاً الآن أن الفجارات انتشرت احتمالاً إلى الصحراء الجزائرية من فزان. توفر فجارات الجنوب الجزائري مصدراً هاماً للمقارنة مع نماذج فزان، بخاصة طالما أن العديد من النماذج في الجنوب الجزائري استمرت في الاستخدام حتى القرن العشرين، خلافاً لفزان
*عناصر أخرى تدعم تاريخاً قبل الوجود الروماني لإدخال الفجارات إلى فزان. كشفت أعمال تنقيب الآثري التي نفذها شارلس دانيلز في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي بقايا قمح، وعنب، وتين، وتمر، سوياً مع نباتات شملت الكرفس، والشمارة، وعشبة توابل في محتويات تؤرخ بالقرن.
المحصلة الكلية، أنه من المؤكد أن الفجارات أدخلت إلى فزان فيما قبل القرن الرابع الميلادي، وهناك حالة قوية لتأريخ إدخال تقنية الفجارة بمرحلة التمدن الجرمية المبكرة في القرون الختامية السابقة للميلاد قبل تطوير صلات تجارية وثيقة مع روما.
*التدليل على أن الفجارات في وادي الآجال تؤرخ بأزمان الجرميين يمكننا ن طرح عددا من الاستنتاجات حول المجتمع الجرمي.في مجملها تفسر الكيفية التي تمكن بها الجرميون من استغلال وادي الآجال، وأيضاً وادي البرجوج، وواحة مرزق والجفرة.
كانت الفجارات هي القاعدة الهيدرولوجية للمدنية الجرمية، ومكنت من نشوء زراعة كبيرة مستقرة لإعالة أعداد كبيرة من سكان هذه المنطقة الجافة. كان إدخال تقنية الفجارة ولا شك عنصراً هاماً , مما يسمح بري مناطق أوسع , كان ذلك مع ظهور دولة جرمية موحدة، وخلق فائض زراعي أكبر، وظهور متطلبات تعتمد على اقتناء الرقيق.


تجارة الرقيق
لقد استخدم الجرميون الرقيق في إنجاز الفجارات التي تنقل الماء في مسارب تحت الأرض , يكشف لنا تاريخ مملكة جرمة عن حضارة استثنائية استمرت لفترة طويلة بحكم تعامل أهلها مع التجارة والزراعة في نفس الوقت , لم تكن تجارة الرقيق غائبة عن السوق في مملكة جرمة .
صورة توضيحية لمحارب جرمانتي


زوال مملكة جرمة
لا يمكن تصوره بشكل دقيق لكنه من المحتمل أنها تشظت إلى عدد من الوحدات الإقليمية الأصغر. و لعل فقدان السيادة الإقليمية للدولة الجرمية قد يكون ترك تأثيراً على إمدادات الرقيق وعمليات التجارة الصحراوية ’ ترك مشكلة انخفاض طبقات الصخور المائية يمكن أن تكون تضاعفت بفعل صعوبة إضافية تمثلت في ضعف القيادة السياسية التي أصبحت عاجزة عن توفير الأعداد اللازمة من الرقيق للمحافظة على أنظمة ريها الحيوية.
الحل المبدئي للجرميين لمشكلة كيفية زراعة الصحراء شملت الاستخدام العبقري لمصادر المياه الجوفية والاستغلال المكثف للقوة العاملة. الظروف ما بعد الجرمية شهدت تدنياً نسبياً للزارعة الفزانية , ما يشير إلى الظروف الهيدرولوجية المتبدلة إلى درجة العدول عن استخدام العمل العضلي الذي كان يقوم به الرقيق وقتها .

المصدر: الجرمنتيون سكان جنوب ليبيا القدماء

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي