كان موقع ليبيا الجغرافي محل اهتمام القادة والمغامرين من شعوب شرق البحر الأبيض المتوسط وشماله ، بسبب توسطه للمناطق الشمالية من القارة الأفريقية ، وقربه من جزر البحر الأبيض المتوسط والسواحل الجنوبية لأوربا ، واحتواء هذه المنطقة الشاسعة على أراض متباينه من سهول وهضاب وجبال , توفرت بها امكانيات زراعية وغابية , وثروات حيوانية ومائية هائلة . أما الصحراء الكبرى التي تشكل معظم مساحة ليبيا , فقد تناثرت فيها الواحات غرباً وشرقاً ، كواحة غدامس وجرمة وآمون ( سيوة ) , التي كانت تمرعبرها القوافل التجارية المحملة ببضائع الجنوب ، مثل البخور والعطور وريش النعام وجلود الفهود وأنياب الفيلة والأحجار الكريمة وغيرها, ثم تعود إلى الجنوب وهي محملة ببضائع الشمال من أدوات معدنية وأواني وأقمشة وخزف وزجاج وفخَّار... ألخ (1) . وقد كانت هذه العوامل مجتمعة سبباً في تكالب هذه القوى في التسابق على استعمار هذه المنطقة ، فاستعمر الفينيقيون الأجزاء الغربية ، واستعمر الإغريق الأجزاء الشرقية ، بينما اكتفى الفراعنة بالدفاع على أنفسهم من غارات قبائل الشمال الأفريقي فترة طويلة من الزمن ، ثم بسطوا سيطرتهم على الأجزاء الشرقية من (قورينائية) إبان الحكم البطلمي (323 ـ 96 ق.م).
14/03/2018
12/08/2017
أوسّو، موسم من مواسم الصيف عند الامازيغ
” أوسّو ” اسم يطلق على موسم من مواسم فصل الصيف وهو يمتد من 25 / 7 إلى 2 / 9 وذلك حسب التقويم الجورجوري “الشمسي” وهو ما يعرف بالحساب الأول ، أو من يوم 17 / 7 إلى 27 / 8 وهو حسب الحساب القديم”قبل الجورجوري” أو ما يعرف “بالحساب الثاني أو بعد كل حساب” وهو حساب أمازيغي (ويكون الفارق بين الحساب الجورجوري والحساب القديم هو 13 يوم، والأمازيغ ما زالوا يحسبون بالحساب القديم وليس بالجرجوري) وهذا الموسم الذي يتميز عن بقية أيام الصيف بقيظه الشديد مع ارتفاع في درجة حرارة مياه البحر نسبيا عند الشواطئ وارتفاع نسبة الرطوبة في الجو، ومما يؤكد أهمية وأصالة هذا الموسم هو الاحتفال به في العديد من المدن والقرى الساحلية التي تحف بشمال أفريقيا.
قد يتساءل المرء منا عن معنى كلمة ” أوسّو “؟
في واقع الأمر أن الكلمة أمازيغية لا شك في ذلك، ولكن من الصعب تفسير معنى هذه الكلمة بالتحديد، نظرا لقدمها وما قد شابها من تحوير أو تحريف شأن كل الكلمات والمسميات القديمة وشأن كل شيء قديم، ولكن قد اجتهدنا لإيجاد المعنى الحقيقي لهذه الكلمة ولم نجد أي مصدر تاريخي يدلنا على معناها غير المداولة مع العديد من كبار السن للقصص المتواترة عن معناها وما يقام في أثنائها من طقوس وعادات ولكن حسب فهمنا لها جميعا وارتباط العلاقة بين مفهوم هذه الكلمة وما يتميز به هذا الموسم قد نصل إلى بعض الاستنتاجات التي نأمل أن يكون قد حالفنا فيها الحظ .
فهذه الكلمة تتكون من كلمتين أمازيغيتين ، ” أوي ” بمعنى خذ و ” سو ” بمعنى عملية الشراب ، خصوصا وأن في هذا الموسم القائظ العالي الرطوبة يفقد الإنسان فيها الكثير من السوائل والأملاح ، وهو ما يترافق مع إنهاء أعمال الزراعة والفلاحة وهي المهن الرئيسية لمعظم سكان المنطقة قديما وحديثا وعليه يذهب الناس إلى البحر في الصباح الباكر قبل شروق الشمس لتجنب حرارتها العالية في أثناء النهار حتى بعد شروق الشمس من الناحية الشمالية الشرقية باعثة أشعتها الفوق بنفسجية غامرة أجسام المستشفين ، وهم يعتقدون أن عملية الاستشفاء هذه صالحة ونافعة لعلاج العديد من لأمراض مثل الروماتيزم وغيرها، ثم يعودون أدرجهم لتناول وجبة إفطار هي عبارة عن أكلة ” العصيدة ” (أوتشو دوديّ) بزيت الزيتون ” أودي أمزمور” مع طحين الحلبة “تيفيضاص” مع كوب من حليب الماعز المالطي والتي تشتهر بها المدينة قديما ويعتبر زيت الزيتون في هذا الموسم من أهم الأغذية التي يفرط في تناوله وطلاء أجسادهم به للأسباب التي سبق وأن شرحناها ويوجد قولا مأثور متداولا “زيتك ما دسو …….؟!! ” أي الحث على تناول الزيت وعدم التعرض للإجهاد الجسدي بجميع أنواعه ، كما أن نهاية هذا الموسم يترافق مع بداية فصل الخريف والذي يستعد فيه الاهالي لحراتة الارض وبدء الموسم الفلاحي بعد تلك الراحة الطويلة 40 يوما .
هذا من ناحية المعتقد ألاستشفائي ، أما من حيث المعتقد العقائدي المتوارث عن الأسلاف القدماء فإن البحر له قدسية تعود إلى العبادات القديمة للاما زيغ ومن ضمن تلك المعبودات آلهة البحر ” بوسايدون ” Poseidon، وبما أن هذا الموسم موسم ” أوسّو ” موسم بحري بحت لارتباطه بالبحر ، والبحر من الآلهة التي عبدت قديما كما أسلفنا ، وكلمة ” بو ” بالامازيغية عند التبو تعني الكبير وسو مشتقة من الماء أو عملية الشراب أي الماء الكبير والعظيم ( البحر ) ” إيلل “، وهذا نلاحظه في اسم واحة “تازربو” موطن التبو قديما ، وهي عبارة عن كلمة تازر أي الصحراء “وبو” : الكبرى والمعنى الإجمالي للاسم هو الصحراء الكبرى .
ومن تحليل كافة تلك الظروف المتزامنة مع موسم “أوسّو” نجد أن كل عوامل الاستشفاء ملائمة وهي: الراحة من أعمال الفلاحة ، أكل العنب والتين ، الاستيقاض المبكر ، السباحة في البحر الدافئ ، وجبة الإفطار الصحية وهي تتكون من مواد غذائية ممتازة وخصوصا زيت الزيتون ومادة الحلبة وحليب الماعز الطبيعي .
ومن العادات والتقاليد القديمة المرتبطة بالبحر والتي لا تزال تمارس حتى اليوم منها على سبيل المثل لا الحصر : أن ماء البحر يذهب السحر ، وأن المرأة المنقضية عدتها ( أربعة أشهر وعشرة أيام ) بعد وفاة زوجها تتجه إلى البحر مع جمع من النسوة صباحا ملقية ملابس العدة وخصوصا لباس الرأس ( تشليقت ) لتتخلص من الشؤم والبؤس ، والبحر كفيل بإزالة النجاسات والشؤون والبؤس والنحس كما في حال السحر ، كما أن الأطفال عند عملية ختانهم يستعمل لهم ماء البحر لمدة ثلاثة أيام كعلاج لعملية الختان (الطهّارة) لسرعة إلتآمها وبرئها على وجه السرعة ، كما نجد في القبور القديمة نسبيا (عشرة سنوات فقط) كمية من تبن البحر (تالقا) ملقاة بجوار القبر تبركا بها لرحمة وراحة الميت
للباحث / يوسف صالح حلمي
المصدر : العادات والتقاليد المتوارثة حتى الآن .
منقول عن موقع تاوالت
قد يتساءل المرء منا عن معنى كلمة ” أوسّو “؟
في واقع الأمر أن الكلمة أمازيغية لا شك في ذلك، ولكن من الصعب تفسير معنى هذه الكلمة بالتحديد، نظرا لقدمها وما قد شابها من تحوير أو تحريف شأن كل الكلمات والمسميات القديمة وشأن كل شيء قديم، ولكن قد اجتهدنا لإيجاد المعنى الحقيقي لهذه الكلمة ولم نجد أي مصدر تاريخي يدلنا على معناها غير المداولة مع العديد من كبار السن للقصص المتواترة عن معناها وما يقام في أثنائها من طقوس وعادات ولكن حسب فهمنا لها جميعا وارتباط العلاقة بين مفهوم هذه الكلمة وما يتميز به هذا الموسم قد نصل إلى بعض الاستنتاجات التي نأمل أن يكون قد حالفنا فيها الحظ .
فهذه الكلمة تتكون من كلمتين أمازيغيتين ، ” أوي ” بمعنى خذ و ” سو ” بمعنى عملية الشراب ، خصوصا وأن في هذا الموسم القائظ العالي الرطوبة يفقد الإنسان فيها الكثير من السوائل والأملاح ، وهو ما يترافق مع إنهاء أعمال الزراعة والفلاحة وهي المهن الرئيسية لمعظم سكان المنطقة قديما وحديثا وعليه يذهب الناس إلى البحر في الصباح الباكر قبل شروق الشمس لتجنب حرارتها العالية في أثناء النهار حتى بعد شروق الشمس من الناحية الشمالية الشرقية باعثة أشعتها الفوق بنفسجية غامرة أجسام المستشفين ، وهم يعتقدون أن عملية الاستشفاء هذه صالحة ونافعة لعلاج العديد من لأمراض مثل الروماتيزم وغيرها، ثم يعودون أدرجهم لتناول وجبة إفطار هي عبارة عن أكلة ” العصيدة ” (أوتشو دوديّ) بزيت الزيتون ” أودي أمزمور” مع طحين الحلبة “تيفيضاص” مع كوب من حليب الماعز المالطي والتي تشتهر بها المدينة قديما ويعتبر زيت الزيتون في هذا الموسم من أهم الأغذية التي يفرط في تناوله وطلاء أجسادهم به للأسباب التي سبق وأن شرحناها ويوجد قولا مأثور متداولا “زيتك ما دسو …….؟!! ” أي الحث على تناول الزيت وعدم التعرض للإجهاد الجسدي بجميع أنواعه ، كما أن نهاية هذا الموسم يترافق مع بداية فصل الخريف والذي يستعد فيه الاهالي لحراتة الارض وبدء الموسم الفلاحي بعد تلك الراحة الطويلة 40 يوما .
هذا من ناحية المعتقد ألاستشفائي ، أما من حيث المعتقد العقائدي المتوارث عن الأسلاف القدماء فإن البحر له قدسية تعود إلى العبادات القديمة للاما زيغ ومن ضمن تلك المعبودات آلهة البحر ” بوسايدون ” Poseidon، وبما أن هذا الموسم موسم ” أوسّو ” موسم بحري بحت لارتباطه بالبحر ، والبحر من الآلهة التي عبدت قديما كما أسلفنا ، وكلمة ” بو ” بالامازيغية عند التبو تعني الكبير وسو مشتقة من الماء أو عملية الشراب أي الماء الكبير والعظيم ( البحر ) ” إيلل “، وهذا نلاحظه في اسم واحة “تازربو” موطن التبو قديما ، وهي عبارة عن كلمة تازر أي الصحراء “وبو” : الكبرى والمعنى الإجمالي للاسم هو الصحراء الكبرى .
ومن تحليل كافة تلك الظروف المتزامنة مع موسم “أوسّو” نجد أن كل عوامل الاستشفاء ملائمة وهي: الراحة من أعمال الفلاحة ، أكل العنب والتين ، الاستيقاض المبكر ، السباحة في البحر الدافئ ، وجبة الإفطار الصحية وهي تتكون من مواد غذائية ممتازة وخصوصا زيت الزيتون ومادة الحلبة وحليب الماعز الطبيعي .
ومن العادات والتقاليد القديمة المرتبطة بالبحر والتي لا تزال تمارس حتى اليوم منها على سبيل المثل لا الحصر : أن ماء البحر يذهب السحر ، وأن المرأة المنقضية عدتها ( أربعة أشهر وعشرة أيام ) بعد وفاة زوجها تتجه إلى البحر مع جمع من النسوة صباحا ملقية ملابس العدة وخصوصا لباس الرأس ( تشليقت ) لتتخلص من الشؤم والبؤس ، والبحر كفيل بإزالة النجاسات والشؤون والبؤس والنحس كما في حال السحر ، كما أن الأطفال عند عملية ختانهم يستعمل لهم ماء البحر لمدة ثلاثة أيام كعلاج لعملية الختان (الطهّارة) لسرعة إلتآمها وبرئها على وجه السرعة ، كما نجد في القبور القديمة نسبيا (عشرة سنوات فقط) كمية من تبن البحر (تالقا) ملقاة بجوار القبر تبركا بها لرحمة وراحة الميت
للباحث / يوسف صالح حلمي
المصدر : العادات والتقاليد المتوارثة حتى الآن .
منقول عن موقع تاوالت
29/03/2017
تغيلت: المصارعة الامازيغية
800px-فيسيفساء من تونس تبين مصارعان |
19/03/2017
تاريخ الشعر الزواوي "القبائلي" الأمازيغي
قبائليات تغنين في العرس |
يتنوال هذا الموضوع مفهوم الشعر في اللغة القبائلية، مكانة الشعر و الشاعر في الحقل الثقافي الأمازيغي،موضوعات الشعر القبائلي،لمحة عن تاريخ الانتاج الشعري الشفوي القبائلي،الشعر القبائلي في مرحلة الاستقلال وكذلك الشفوية في الشعر القبائلي المعاصر.
يحتل الشعر القبائلي مكانة واسعة ومرموقة في الحقل الثقافي الأمازيغي، نظرا للاهمية الاستراتيجية للشعر والكلام في المجتمع القبائلي ذي التقاليد الثقافية الشفهية وهذا منذ القدم فقد وصلتنا أخبار الأمازيغ القدماء الذين أبدعوا في فن الخطابة و خاصة (القديس دوناتوس الأكبر) الذي كان يحارب الاستبداد الذي مارسته الكنيسة الرومانية الكاثوليكية على الأمازيغ وقد شجع هذا الخطاب المحمس لدوناتوس أن يقود تمردا شعبيا ضد الكنيسة الكاثوليكية واستمر الشعر عند الامازيغي عامة والقبائل خاصة في العصر الحديث ولم ينقص القبايل على العطاء الى يومنا هذا كما سنراه في الاسطر القادمة .
16/03/2017
طاجين: أكلة التي حققت الشهرة في العالم
طاجين هو في آن واحد اسم آنية وأكلة أمازيغية من شمال أفريقيا ويعتبر من أشهر الأطباق التقليدية في المغرب والجزائر و تونس لاكن يختلف في الشكل و يشترك في الاسم، ويتكون إيناء الطاجين التقليدي كليا من الطين الثقيل الذي يكون أحيانا مزركش أو مزجج أو عادي. وهو يتألف من جزئين ؛القاعدة وهي تقعير مسطح بجانب دائري مرتفع قليلا، أما الغطاء فهو عبارة عن قبة على شكل مخروط الذي يوضع على القاعدة أثناء الطهي. والغطاء مصصم هكذا ليدفع بالمرق المتبخر إلى القاع. والقاعدة مصممة لتستعمل كصحن للتقديم عندما يُرفع الغطاء عنها، و يسمى الطاجين لعدة أواني اخرى مثل أنية مقعرة خاصة في مصر و أنية لطهي الخبز.
للاشارة يختلف الطاجين المخصص لطهي السمك عن نظيره المخصص لطهي اللحم، فالاول يتخد شكلا بيضاويا في الغالب يتلاءم مع حجم وشكل الاسماك ويسميه سكان شمال المغرب "تاكرة"
08/03/2017
الملكة الامازيغية لاميا
رسم لاميا لجون وليام (1909) |
القصة
من خلال تواتر الرويات و الاساطير عليها نستنتج القصة منها، أنها كانت ملكة علي ليبيا أن ذاك ذات جمال جذاب ، وقد وقع زيوس ملك الاغريق في غرامها ووهبها أولادا. غير أن هيرا التي أجبت أكتر الاولاد لزيوس غارت منها فحقدت عليها فقتلت أبناءها. بعد أن قتلت هيرا أبناء لاميا شعرت بالحزن و الجنون مما جعلها أن قامت هذه الأخيرة من باب الثأر بقتل الأبناء الآخرين من الاغريق. مما جعل منها رمزا للرعب. كانت الأمهات اليونانيات يخفن أطفالهن بها وقد شقت طريقها في الموروث الشعبي نحو قائمة الشياطين في الميثولوجيا الرومانية.
02/02/2017
شيشنق الاول: الفرعون الامازيغي الذي سطر بداية التأريخ للتقويم الامازيغي عند تربعه العرش
شيشنق (شاشانق شيشاق شوشنق شيشنغ) (950 ـ 929 ق.م) هو ملك مصري من أصول ليبية. يرجع نسبه إلى قبائل المشواش الليبية، مؤسس الأسرة الثانية والعشرين وهو ابن نمروت من تنتس بح . استطاع أن يتولى الحكم في بعض مناطق مصر حيث جمع بين يديه السلطتين المدنية والدينية وهكذا وبسهولة تامة استطاع شيشنق أن يستولى على الحكم في مصر بمجرد وفاة آخر ملوك الأســرة الواحدة والعشرين وبالتالى أسس الأسرة مصرية ثانية و عشرون ـ الليبيةـ في عام 950 ق.م. التي حكمت مصر قرابة قرنين من الزمان. ، أما الإغريق فسموه سوساكوس.
16/12/2016
الاشتراك في:
الرسائل
(
Atom
)