اعلان

19‏/06‏/2016

رمضان عند الامازيغ: المورث الاسلامي الامازيغي


في شهر رمضان الكريم عند الامازيغ يعد له وكأنه ضيف عزيز سيحل لمدة ويرحل، ولذلك فإنهم يتفننون في الاستقبال من غير تكلف ولا تصنع؛ فهي عادات عريقة توارثوها أبا عن جد، وكلما اقتربت إلى المنطقة لمست أكثر ذلك التميز في السلوكيات والمظاهر أهم مظاهر استقبالهم لشهر رمضان

غذائيا:
 بما أنه شهر الصيام بمتياز يقوم الامازيغ بأعداد و توفير بعض الاطعمة المقوية و البسيطة طيلة الشهر  لمساعدتهم على تحمله و من بين هاته الاكلات زميطة (و يسمى أيضا لبسيس،سللو،تارافت..) و هي عبارة عن دقيق محمص يضاف إليه دهون و سكر و أعشاب، و كذا الحلويات المعسلة (شباكية،بريوات،زلابية،مقروط،كَراوش...)، كما يدبحون او يشترون  اللحم والكرْشَة ويقطعونها أجزاء صغيرة ثم يجففونها في الشمس، لتستعمل طيلة وجبات،فالقائمة متنوعة تنوع مناطق شمال أفريقيا من فطائر (أراخصاص،أغروم نتادونت،أغروم أقورار،أبغرير....) و شربات (أزكيف،أحرير،بركوكش....)و مقبلات كزيتون وفواكه الجافة.
رمضان


عادات و تقاليد:
لعل ما يميز السكان الأمازيغ عن غيرهم في رمضان أكثر ذلك الاحترام التام لهذا الشهر، فالنساء لا يلبسن إلا ساترا وتكثر الخطوات إلى المساجد، وتترك الأهازيج الشعبية حتى لو صادف ذلك حفل زفاف أو عقيقة أو حفلا كيفما كان.وتترك النساء الكحل والحناء، يتميز لباس الأمازيغ ببساطته وخلوه من تعقيدات العصرنة والمدنية الحديثة، وهو مع ذلك لباس يطوي في ثناياه تاريخ المغرب وتراثه العريق، فرجال معرفون بلباسهم الوقور الذي غالبا يكون بالابيض.
و من بين العادات أيضا ظهور شخصية رمضانية الذي هو المسحراتي الذي يوكل إليه من خلال السلطات المحلية بإيقاظ الناس في السحول حيث يستعمل الآلات موسيقية ليقظ بها ك ( النفار،الطبل،طبلة،مزمار....)

دينيا:
تتنوع العادات والطقوس من منطقة إلى أخرى، إلا أن الغالب فيها هو الجانب الديني والروحاني والليالي الرمضاني التي تنظم في معظم الفضاءات الدينية من زاويا و مساجد ومنازل الشخصيات الكبيرة في المنطقة والتي تتميز بتلاوات القرآن وأنشطة السماع والمديح والأناشيد الدينية، و كذلك تقام دروس دينية في المساجد بعد صلاة العصر، أما بعد تراويح تقام صلة الرحم بين الاحباب و الاقارب لتوطيد العلاقات فيما بينهم.

ليلة القدر:
تشكل ليلة القدر المباركة مناسبة مميزة لدى الاسر الامازيغية لإحياء العديد من التقاليد والعادات والطقوس في اجواء ذات طابع روحي يميزها عن باقي بلدان شمال افريقيا.
ومع اقتراب هذه الليلة المباركة التي ينتظرها الجميع بشوق كبير تنتعش تجارة موسمية خاصة بيع البخور والشموع فضلا عن انواع كثيرة من الحناء والسواك التي تستعمل للزينة في تلك الليلة التي تعد اخر احتفال روحي متميز قبل عيد الفطر.
وتقبل الاسر الامازيغية على شراء البسة تقليدية جديدة وانواع جيدة من البخور تليق بهذه الليلة المقدسة التي تعتبر من خير الليالي عند الله سبحانه وتعالى التي تعد العبادة فيها خير من الف شهر.
ويحافظ الامازيغ على اقامة طقوس روحية واجتماعية متنوعة منها مرافقة ابنائهم الى المساجد مرتدين اللباس التقليدي بهدف تشجيعهم على الصلاة والعبادة، حيث تقيم الاسر الامازيغية لصغارهم احتفالات يحضرها الاقارب يكرمون فيها الصغار الذين صاموا لأول مرة او اكبر عدد من ايام شهر رمضان الكريم كما تقيم اعراسا رمزية ترتدي الفتيات والفتيان الازياء التقليدية و تزينهم بالحناء و الكحل.
فيما نقوم النساء بتنظيف المساجد و تعطيرها بالبخور و تحظير طاقم الشاي للمعتكفين في الليلة المباركة ،بعدها تتجمعن فيما بينهم في أحد البيوت لأحياء تلك الليلة بالصلاة و الامداح و الادعية الدينية، و كذا تقام الحضرة في زاويا.

أما في بعض المناطق يقمون ما يسمى بالوزيعة اي ذبح الذبائح ويفرق اللحم على الاسر  لتجهيز الطعام ،ومشاركته مع الاسر والعوائل  والتصدق به. و يقتني الأمازيغ أيضا بكثرة الدجاج البلدي ويعدون أطباقًا كثيرة من الكسكس أو الرفيسة البلدية وإرسالها إلى المسجد بعد صلاة التراويح فضلًا عن تقديم المساعدات لكل محتاج في هذه الليلة التي يبقى فيها السمر الديني والروحاني وأنواع البخور تتعالى في سماء كل منطقة على حدة إلى أن يحين وقت السحور لتعود الحياة إلى طبيعتها من جديدة .

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي